لن أحور الموضوع وأقول حب الوطن وحب الأهل و و .. أجل أعني شعور الحب الصافي الذي لا يختلف عليه اثنان ..
الشعور الذي يبقي رجليك على الأرض بينما هامتك في السماء لا ترسو على غيمة .. الشعور الذي يحكمك في جميع حالاتك .. ويجعلك تتصرف بشكل مختلف ..
نظرتك للأمور ليست كالباقين .. أنت ترى ألواناً إضافية على الألوان .. تسمع صدى الأًصوات التي لا يسمعها سواك .. تشم العطر بحواسك جميعها .. تلمس الورق فتجد فيه دفئا ..
تتفاعل مع الأحداث بفلسفية محضة .. وبعمق أكبر
تبالغ في الفرح تبالغ في الحزن تبالغ في كل شيء لأن لك حساسية شعور مفرطة وانتماءات
ترتبط بكل ما حولك وتتعامل مع كل شيء بحميمية زائدة ..
بما فيها الجمادات الخرساء وحدك تسمع أحاديثها .. وحدك تسمع ألحان وسادتك حين تضع رأسك عليها ووحدك تستمع لأحاديث الورقة مع القلم ..
وحدك من تنزعج من ضحكات النجوم لما مازحها القمر فبدا صوت الضحكات عالياً .. وحدك من تلحظ معطفك الذي يبدو حزيناً وهو مسدول بإهمال على الكرسي, فتشفق عليه وتعدل وضعيته .. وحدك من تصغي لفضفضة الهدايا الأثيرة التي تشكو الحنين لمهديها ..
وحدك تصنع عالماً ..
أنا أحب الشعور موجود .. لكن الشخصغير موجود فهمتم ما أعني ؟ الحب شعور فطري ..لا ينتظر شخصا بعينه لينتعش فينا .. الحب يعطينا الطاقة ليس لنحيا الحياة , بل لنصنعها .. لا يعني أنني أحب أي أنني أقضي الليالي على سريري برفقة وردة حمراء وصورة ! ليس حباً .. ذاك جوع عاطفي يحتاج صاحبه لمن يملؤه حين نحب أنفسنا فهذا كافٍ .. لأننا بدورنا سنحب الحياة .. بأعقد أساسياتها وأدق تفاصيلها .. سنحب الأهل والأصدقاء والناس جميعاً ..
سنحب التفاصيل اليومية العادية وحتى أصغر الجمادات التي لم يكترث أحد لوجودها .. سنحب الناس أي سنشعر بهم .. سنتلمس حاجاتهم ونحاول قدر الإمكان أن نبذل ما يمكن لإسعادهم ..
سنحب الله أكثر لأنه من خلق فينا هذا الشعور الفطري .. أنا أحب .. إذا أنا إنسان , أشعر أي أعيش حين نحب الله حق المحبة .. سنشعر بأهمية ما نفعله .. سنقيم تصرفاتنا و سنبذل أقصى ما نقدر لإرضائه
الحب حاجة كما التنفس ..كما الغذاء
الخطأ يكمن فيمَ يملؤه الإنسان ؟
كيف نشبع عواطفنا ؟ أليس ذلك بتسخيرها لأهلنا وأصدقائنا ومن لهم حق علينا؟ .. أن نحترم أبسط الإمكانيات .. ونحب فلانا لأننا نحبه وليس لأي شيء آخر يغرينا به ..